ده اللي حصل النهاردة عند المكس و الدخيلة. دي مشاهدتي أنا لمدة ثلاث ساعات و نص من ٦:٣٠ الي ١٠:٠٠ مساءا
* الكلام بين "" ده ذكر بالنص و بنفس التعبير و الكلام بين () تفسير للكلام.
* اسفة لو الكلام بالعامية بس مش هينفع يتكتب غير كده و اسفه لو الكلام كثير.
اللي حصل بالتفصيل زي ما أنا عشته ...
أنا النهاردة كنت مروحة في اتوبيس نقل عام كالمعتاد لانه اقرب وسيلة بالنسبة لشغلي. الاتوبيس اتأخر عن معاده تقريبا ٢٠ دقيقة (جه الساعة ٥:٢٠ بدل ٥:٠٠) .. ده بيبقي معناه ان السكة فيها زحمة او مشكلة فالكل قال زحمة كالمعتاد اليومين دول. السكة كانت زحمة الي حد ما و التوبيس أخد ساعة تقريبا عشان يوصل من الشبان المسلمين لأول المكس (في العادي بياخدها في ٤٠ دقيقة). لحد كده الموضوع تقريبا عادي و كل الموضوع زحمة زيادة بسبب عربيات النقل الزيادة علي الطريق.
وصلنا أول المكس (عند ملف الاستاد) الساعة ٦:٣٠ مساءا و لاقينا الدنيا وقفة. سواق الأتوبيس حاول يلف و يرجع عشان يطلع دولي -رغم انه مكنش عايز كده عشان ممكن ياخذ فيها جزاء بس مع الضغط من الناس قال يحاول- لكن الطريق كان برده زحمة فالسواق قرر انه يرجع يمشي في طريقه المعتاد و يستحمل الزحمة.قعدنا علي كوبري المكس (مسافة ٣٠٠ متر حسب تقديري) تحديدا من نصف الكوبري لحد زفير مدة ساعة تقريبا و احنا في الاتوبيس و السكة واقفة و كل اللي قدمنا عربيات نقل خافية الرؤية. مع الوقت بدأت الناس في المواصلات اللي ورانا تزهق فتنزل تمشي يمكن الزحمة تتفك قدام. و بدأت ناس تيجي في الاتجاه المعاكس و تسمع كلام اصل في خناقة قدام، اصل ناس قاطعة السكة، اصل ضابط ضرب واحد و الواحد ده مات فاهله قطعوا السكة و السكة واقفة لحد البيطاش و حكايات كثير. و طبعا كل ده سماعي و انا قعدة في الاتوبيس و استحالة اني احاول اتحرك لان بيتي يبعد مسافة لا تقل عن ساعة و نصف أو ساعتين مشي (لان خطوتي صغيرة و كان معايا حاجات ثقيلة)، ده غير ان الوقت كان اتأخر و أغلب الطريق الباقي مصانع و يعتبر مقطوع فقررت اني اتجاهل كلام الناس و افضل في الاتوبيس مع أغلب الناس عشان المعتاد في بلدنا انك لما تسمع اكثر من رواية لموقف هيبقي كلهم غلط و قلت هتبقي الدنيا زحمة مش اكثر.
اول ما عدينا زفير بمسافة ٣٠ متر طلع ٣ شباب الاتوبيس. هم شكلهم عادي زي كل سكان المنطقة (يعني محدش اخد مطوة في وشه و لا مبرشم). بدؤوا الكلام بصوت عالي (مش زعيق): "بصوا يا جماعة كل الحريم اللي في الاتوبيس ده هتنزل تركب اتوبيس من قدام عشان الاتوبيس ده مش هيطلع من مكانه". طبعا السواق و واحد شاب قعد يتكلم معاهم "ازاي تقولوا كده و نتكلم بالعقل و اللي بتقوله ده مش هينفع". بدأ صوتهم يعلي اكثر: "هو كده و ده اللي هيحصل" و واحد لقيته نط علي الكرسي اللي جنبي عشان صوته يوصل لباقي الاتوبيس و الناس تحس بيه... فالناس بدأت تتكلم معاهم، كان ردهم بصوت عالي: "اعتبر اللي مات ده ابنك .. ده لسه عيل .. و هو كده اللي هيحصل"مع الصوت العالي الناس بدأت تخاف و فعلا تنزل من الاتوبيس علي وعد من الشباب دول ان في اتوبيس مستني قدام هياخد البنات بس يوصلهم للهانوفيل. خلال الوقت ده الوضع كله مبهم و محدش فاهم حاجة فكل اللي عملته اني لقيت نفسي بزعق في الناس انتم نازلين ليه و علي اي اساس و تعرفوا الناس دي منين عشان تصدقوا كلامهم خصوصا انهم قالوا الستات و البنات بس!! المهم بعد ٥ دقائق تقريبا الناس كانوا كلهم نزلوا من الاتوبيس فاضطريت انزل مع اخر جماعة عشان اضمن اني ابقي وسط ناس عشان لو حاجة حصلت.
المسافة اللي مشيناها كانت من بعد زفير بمسافة لحد قبل محطة بنزين الامارات بمسافة ٥٠ متر تقريبا (يعني مسافة مش اقل من ٢٠٠ متر). المنطقة للي مش عارفها تقريبا ظلمة والبيوت اللي فيها قليلة و بعديها منطقة مصانع (حسب ما انا فاكرة يعني) و الاضاءة اللي في المنطقة ضعيفة و أغلب الاضاءة كانت من العربيات اللي واقفة في الطريق. و الطريق مش مستو فانا كنت هقع مرتين تقريبا و انا لسه بصحتي. فممكن انت تتخيل حالة الشخص الضرير اللي الناس كانت بتساعده عشان يوصل للمنطقة اللي الشباب قالوا عليها. و ممكن تتخيل حد زي العجوزة اللي كانت قعدة جنبي، ست فوق ٧٠ سنة بتتحرك بالعافية و مش عارفة السكة و مفيش معاها وسيلة اتصال بابنتها الا الموبايل بتاعي، للاسف انا معرفش حاجة عنها بعد ما نزلت من الاتوبيس لانها من اول الناس اللي خافت و نزلت من الاتوبيس قبل ما احس و افهم اللي بيحصل.
المهم مشينا المسافة دي و لقينا اكثر من اتوبيس نقل عام فانا لقيت ثاني اتوبيس فيه اماكن فاضية فركبته عشان الحاجات اللي معايا. الاتوبيس ده انا قضيت فيه باقي الوقت ما عدا اخر ١٠ دقائق من الموضوع. المكان ده مفيش فيه بيوت تقريبا و الاضاءة الوحيدة اللي في المكان كانت محطة البنزين و اعمدة الاضاءة في الشارع و نور الاتوبيس الداخلي. كامن فيه عربيات من كل شكل و نوع، ملاكي، مشروع، اتوبيس، نقل، و واقفين تقريبا في كل اتجاه، بمعني ثاني المكان فوضي و زحمة و مش هتعرف تفهم حاجة في وسط الزحمة دي.
الاتوبيس ده كان راكب فيه رجال و لسبب ما ده عمل مشكلة للناس اللي قاطعه الطريق. فكانوا كل شوية حد منهم يطلع "يفتش" في الاتوبيس فيلاقي فيه رجال فيزعق: "الاتوبيس ده مش هيطلع و فيه راجل. انتم احرار بس هو كده". فطبعا الناس تتخانق معاهم لان اغلب الرجال كانوا كبار في السن و مع زوجاتهم او ام و معاها ابنها فطبعا استحالة يتفرقوا. الخناقات ديه كانت بتستمر ٥ دقائق و بعدين تتكرر لما حد جديد يطلع "يفتش". في نصف الخناقات ديه كانت الستات بتصطاد حد منهم تسأله عن سبب الهوجة ديه كلها، و ده كان الملخص: "من اسبوعين واحد عنده ١٥ سنة طرطش مياه علي ضابط (او علي عربيته) فالضابط ضربه طلقتين ناري واحدة في الرقبة و الثانية في الكتف. و الولد كان في الانعاش و مات النهاردة. و الضابط طلعوه براءة و نقلوه من قسم الدخيلة و مش عارفين نجيبه. فاحنا قفلنا الطريق عشان الحكومة تيجي تجيبوه. احنا كنا هنمسكه من كام يوم و هو مروح بس احنا سبناه عشان كان معاه حريم و وصلناه لحد بيته. ده اهل الولد من عرب الضبعة و جم و معاهم آلي و كانوا عايزين يطلعوا بيه، بس احنا حايشينهم في وادي القمر و قلنالهم خليكم و هنطلع احنا. احمدوا ربنا علي اللي احنا بنعملوا."
بعد نصف ساعة، الستات في الاتوبيس بدءوا يدوروا علي طريقة ثانية عشان يروحوا. فاثنين من الناس اللي في الشارع قالوا اللي عايز يروح ييجي و احنا هنمشي معاه و نركبوا حاجة من قدام. المذهل ان ستات كثير صدقت ده من غير تفكير. فلقيت نفسي بزعق ثاني في الناس ان ده مينفعش عشان مفيش ضمان في الناس دي اصلا. ده غير انك لما تنزل هتنزل فرادي و تروح في امانة واحد او اثنين، فكده انت خسرت مبدأ التحرك في مجموعة اللي بيديك جزء احساس بالامان. في الاخر كام واحدة نزلوا معاهم بس اغلب الناس فضلت قاعدة في الاتوبيس.
اصعب لحظة بقي لما بنت الست العجوزة اللي كانت جنبي في الاتوبيس الاولاني كلمتني عشان تسأل علي مامتها و انا معرفش عنها حاجة. لقيتني بهّدي الست علي التليفون و بقولها هي اكيد ركبت الاتوبيس اللي قبل ده و متقلقيش و اكيد زمنها اتحركت. مش عارفة هي صدقت الكلمتين دول و لا ﻷ بس نفسي اطمن انها وصلت بخير و خايفة اكلم بنتها لتكون الست حصلهاحاجة.
بعد الخناقات لمدة ساعة و ربع معاهم عشان الاتوبيس يطلع و فيه الرجال دول، وافقوا بس اكتشفنا ان عربية نقل قدام خلصت البنزين اللي فيها و محطة البنزين مش فيها سولار. فقالوا خلاص هنطلع الاتوبيس من ورا بظهره و هنحاول نوسع السكة عشان يعرف يطلع. بعد محاولات ١٥ دقيقة تقريبا، طبعا الموضوع فشل لان الاتوبيس وراه صفوف من العربيات. فكان الحل ان الاتوبيس كله لازم ينزل يتوزع علي مشاريع صغيرة. فاضطريت اني انزل عشان اشوف مشروع. طبعا انا نزلت في مجموعة بس نتيجة الحركة العشوائية لقيت نفسي واقفة لوحدي و مفيش حواليا حد من اللي وجههم مألوف بحكم الثلاث ساعات اللي عدوا. ساعتها بقي شفت ان شوية من اللي كانوا وقفين معاهم عصي خشب غليظة و طبعا محدش كان بيطلع بهم الاتوبيسات عشان الناس متهجش عليهم عشان هم كانوا اخدين الموضوع بعشم (مش عارفة ازاي يعني) "انتم زي امهاتنا و اخواتنا. و انتم علي راسنا. و محدش هيتلمس منه شعرة.".
بعد ٥ دقائق تقريبا، واحد اخد باله اني عايزة اركب حاجة فوقفلي مشروع من اللي كانوا هيطلعوا و ركبت. طبعا عدينا علي لجنة شعبية هم اللي عملينها عشان يتأكدوا ان مفيش مواصلة هتطلع عليها رجال الا بموافقتهم و احنا كان معانا رجل كبير و واحد ثاني عجوز و الاثنين كانوا جنب السواق فمفيش مشكلة واجهتنا، بس طبعا الموضوع مخلاش من معاكسات من الشباب اللي كان واقف في اللجنة لبنت من اللي كانوا راكبين معانا. و كده الموضوع خلص.
تعليقات جانبية:
- انا مش مع الضابط ولا مع اللي مات لأن ببساطة حكاية رش المياه اللي اتقالت متقنعش واحد في حضانة. حتي لو الضابط فعلا شايف نفسه و عامل فيها ايه، مفيش ضابط هيخلي نفسه في الموقف ده مع حد من "الدخيلة و وادي القمر" عشان شوية مياه.
- محدش من الناس قرب ليا بس وجودي اكثر من ثلاث ساعات في مكان مقطوع و أنا مش عارفة أنا هروح بيتي و لا ﻷ و أنا مش عارفة كمان ٥ دقائق هتقوم خناقة بأسلحة و لا ﻷ (و ده كان احتمال وارد جدا نتيجة لاكثر من احتكاك حصل بين الناس و بينهم) كفاية قوي عشان اقول ان أنا ليا حق عند الناس ديه و لازم تتحاسب.
- الطريق مقطوع من الساعة ٤:٠٠ مساءا لحد ما أنا مشيت الساعة ١٠:٠٠ مساءا، مفيش فرد مسئول كان موجود، لا ضباط شرطة و لا جيش (رغم ان في وحدة جيش علي بعد ١٠ دقائق مشي من المكان) و لا محافظ و لا رئيس حي و لا نائب مجلس شعب و لا عضو في اي حزب من اللي خوتين دماغنا ٢٤ ساعة في التليفزيون، و لا كائن من كان فكر في الموقف اصلا. الموقف متكرر في القاهرة النهاردة و برضه محدش من المسئولين معبر اي حاجة. لحد امتي هنفضل كده، انا مش عارفة!!!! الطريق اللي مقطوع طريق حيوي في المنطقة، هو المفروض اللي يتقطع يبقي شكله ايه عشان يعمل نتيجة؟؟
- استغربت من موقف الناس اللي حتي كانت مش بتفكر في كلام الناس اللي بيتقال، "تعالي هنوصلك" تروح، "انزلي مش عارف" تنزل. كإن الناس دول صحابك من سنين مش ناس قاطعة الطريق و عمرك ما شوفتيها قبل كده.
- اي حد نازل في اي حته، من فضلك اتأكد ان موبايلك مشحون عشان الطوارئ اللي زي ديه. انا مش قادرة اتخيل لو كانوا مش عارفين يوصلوا ليا كانت هتبقي حالتهم ايه، صحيح انا مقلتش حاجة عن الموقف لماما و لا لبابا في ساعتها عشان مفيش حاجة كان ينفع تتعمل من بره الموقف.
http://www.masrawy.com/news/egypt/politics/2012/january/15/4734913.aspx
ReplyDeleteهما دول عرب الضبعة ... الجيش مش قادر عليهم اصلا و بيفاوضهم ... الجيش اصلا مبيطلعش يقول هيبة الدولة غير قدام اللى ماسكلهم حجارة أما اللى ماسكلهم آلى فيتفاوضوا معاهم ... على اى حال حمد لله على سلامتك ... نقطة ان حد يتحاسب "صعبة "و ان ما كانتش مستحيلة ... البلد سايبة و اللى ماسكينها ولاد كلب ...
معرفش هما دول تبع دول و لا ضبعة ثانية .. بس واضح انها مش فارقة كتيير
Deleteﻷ علي فكرة مش صعبة .. لأن العيال دول معروفين في المنطقة ... دول قالوا "لو واحد فيكوا اتلمس منه شعرة تعالوا خدوا حقكوا مننا هنا" ... يعني معروفين و سهل يتجابوا لو حد عايز يجيبهم
ياجماعة من مجمل الحوار احب اقول حاجه واحده بس ان الشباب وهما بيحكو زى ماهو مكتوب قالو انهم فى يوم مسكوه بس سابوه علشان معاه حريم فاهما وصلوه لحد بيته يعنى يعرفوا البيت بتاعة فين يعنى مش محتجين معركة علشان يجيبوه وصحب العقل يميز بقى
ReplyDeleteما الناس قالت لهم كده و هم قالوا مش لاقينه في بيته و لا في القسم
Deleteمعرفش بقي عزل من البيت و لا هو بس اللي مشي
لا حول ولا قوة إلا بالله
ReplyDeleteحمد لله على سلامتك
اللي أقدر أقوله إني مش مصدقة اللي بيحصل (أو مصدقاه بس مش عاوزة أصدقه) وما تنسيش أذكار الصباح والمساء
ربنا يحفظك ويحفظ بنات وولاد مصر ويحفظ مصر ويعدي الأيام دي على خير
مش عارفين إمتى النهاية للكركبة دي بس .... الحمد لله على كل حال ومنه لله اللي كان السبب