الجزء الأول: كل شيئ بالإتفاق إلا النقاش بالخناق ( هنا )
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
قضية جديدة يتناولها الناس بإسلوب الخناق و هي قضية كاميليا. الموضوع انقلب الي مظاهرات و توجيه اساءات من الطرفين فكل طرف يوجه اتهامات للآخر. لا أعتقد أن حل الموضوع يحتاج إلي كل هذا التعقيد. الحل هو مثول كاميليا امام النائب العام و تحل المشكلة. أعتقد أن ظهور كاميليا علي شاشة الفضائيات قبل مثولها أمام النائب العام لن يحل المشكلة لأن المشاهد لن يتمكن من التأكد من شخصية من ستظهر علي الشاشة و بالتالي ستتعالي أصوات البعض بأن من ستظهر ليست هي كاميليا الحقيقة (و قد حدث هذا بالفعل منذ يومين عندما ظهرت لها صورة مع زوجها علي احدي الشاشات). أعتقد أن أفضل رد علي هذا الموضوع هو مقال نوارة نجم:
و الآن هجوم كنيسة مارمينا بإمبابة بسبب إشاعة من شخص ما. هل نسي من قام بهذا أن الكنائس بيوت الله أيضاُ ؟ كيف يستبيح بيوت الله و من يلجأ لها ؟ بأي دين و بأي عقيدة يفعل هذا ؟ أنا متأكدة أنه سيتم علاج الوضع كما حدث في أطفيح منذ عدة أسابيع و لكن لا حد سيعالج أسبابه و لا أحد سيحاول إعادة التفكير الخاطئ في عقول الناس. فقط نعالج الوضع الحالي لحين ظهور وضع جديد مع كنيسة أو جامع آخر. من منا يدري ما هو الهدف التالي.
ما يلفت انتباهي في كل هذه القضايا ليس محتواها نفسها و لكن كيفية تعامل الناس معها. كيفية تركهم الأهم ليتجادلوا حول ما لا يفيد.
فالناس ظلوا يتجادلوا عن موت بن لادن و هل هو ارهابي أم مجاهد و تركوا كيف مات. تركوا تدخل الولايات المتحدة في كل البلاد. تركوا كيف أعطت الولايات المتحدة الحق لجنودها لإنهاء حياة شخص علي أرض بلد أخري بدون محاكمة أو بدون حتي التصريح عن تفاصيل الهجوم. ما يثير سخطي حقا ليس موت بن لادن في حد ذاته فـ" لكل أجل كتاب " و لكن ما يمثله موته من تدخلات دائمة. فكأن الولايات المتحدة هي الملكة المتوجة علي عرش شعوب العالم. تدخلها بالعراق و ليبيا و سوريا و قبلهم أفغانستان و لا أحد يسمع و لا أحد يحاسب.
و أيضا بقضية كاميليا .. لا أحد يفكر في حل للمشكلة سوي ما يراه هو فقط .. لا أحد يفكر من هو المستفيد من كل أحداث الفتنة هذه ... لا أحد يضع نفسه محل الآخر ليري الأمور كما يراها الآخر. كل الأشخاص تصدق ما يقال دون تفكير. لا أحد يفكر في مصداقية ما يقال.
بدلا من إصلاح البلد و بدلا من أن يقوم كل منا بعمله لبناء مستقبل أفضل ... نلتف حول قضايا لن يفيد حلها أحدا و نترك القضايا الهامة.
هل يهم احتواء الأفلام علي مشاهد غير مناسبة أم ما يقدمه من قضايا تحترم عقلية المشاهد و تساعد علي بناء جيل يهدف للأفضل ؟
هل يهم ان كان بن لادن ارهابي أم مجاهد (هو نفسه لم يهتم كيف ينظر اليه العالم) أم أن نعلم اولادنا و انفسنا كيف يدافعون عن قضية يؤمنون بها؟ فبغض النظر كيف تنظر إلي بن لادن يجب أن تحترم إيمانه بقضيته و دفاعه عنها حتي الموت.
هل تهم ديانة كاميليا أو غيرها إن لم نعلم اولادنا الدين الحق ؟ هل تهم إن لم يكن الدين الحق هو الأساس و الرقيب علي ضمائرهم ؟ هل تهم ديانة أياً منا إن كان أولادنا لا يعلمون عن دينهم أكثر من اسمه و صلاة يؤدوا حركاتها ؟
هل تهم ديانة أي منا إن كانت إشاعة سخيفة ستؤدي إلي إحراق كنيسة و ربما جامع في المستقبل ؟ هل تهم ديانة أي منا إن لم نأمن الذهاب لكنائسنا و جوامعنا؟
إلي أين سينتهي بنا المطاف ... و إلي أين يؤدي بنا الطريق ؟ يا ليتني أعلم....
No comments:
Post a Comment